من أنا

نشر بتاريخ: الأحد، 30 ديسمبر 2018 طباعة البريد الإلكتروني

 لطالما وجدت الإجابة على هذا السؤال من أصعب الأشياء، فإن قلت: أنا هاني أبوالقاسم، فهذا اسمي وليس من أكون، وإذا قلت سودانيا، فهذا بلدي وليس من أنا. إن قلت طبيبا، فهذا عملي، و وظيفتي لا تُعرِفني وإذا قلت كاتباً، فهذه هوايتي، وإن قلت مفكراً، كما قال رينيه ديكارت (I think, therefore I am)، فهذه عادتي وهي أيضا ليست من أكون.

 

الحقيقة هي أنه لا يوجد إجابة محددة على هذا السؤال، فالإجابة نسبية جدا، تختلف باختلاف الظرف الزماني والمكاني، ففي منشط متعدد الأعراق والثقافات، أكون سودانيا، وفي السودان أنا عطبراوي، وفي محافل الكرة أكون مريخابيا وفي أزقة السياسة، أنا وطني أعشق الحرية وفي رحاب الفِكر، عابر للأيدلوجيات. وفي كل يوم، أنا طالب علم، ومحب للقراءة، أستمتع بالتعلم، ومعجب بالجمال وأستمتع بالتصوير، وشخص يحب عائلته، أجد سعادة بالغة في أن أقضي الوقت معهم. يمكن أيضا أن أضيف، انني شخص حالم، أحلم بوطن وعالم أفضل، وأعمل على تحقيق هذه الأحلام قدر ما استطعت عبر المشاريع التي انخرط فيها.

 

هل يصح إذاً أن اختصر كل ذلك لأقول انني كائن نسبي؟

الزيارات: 40